يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أبو عمر، من كبار حفاظ الحديث، مؤرخ، أديب، بحاثة. يقال له حافظ المغرب. ولد بقرطبة سنة (368 هـ) ورحل رحلات طويلة في غربي الأندلس وشرقيها. وولي قضاء لشبونة وشنترين. وتوفي بشاطبة سنة (463 هـ).
هذا الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت في الصحابة، وقد ترجم فيه مؤلفه لعدد كبير من الصحابة، وقد جمع فيه من صحت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فيذكر اسم الصحابي ونسبته وشيئًا من سيرته وما وقع له، ووفاته وعمره، وقد يسند المؤلف عنه بعض الأحاديث، وقد رتب الكتاب على حسب ترتيب الحروف عند أهل المغرب، وقد اعتمد على هذا الكتاب من ألَّف في الصحابة بعد ذلك، مثل: ابن الأثير، وابن حجر العسقلاني.
هذا الكتاب عبارة عن شرح لموطأ الإمام مالك، اهتم فيه بشرح الحديث دون التعرض لترجمة الرجال إلا بشكل مختصر، وقد أضاف فيه إلى شرح المسند والمرسل شرح أقاويل الصحابة والتابعين أيضًا، وبيَّن قول مالك وما بنى عليه من أقاويل أهل المدينة وكذلك كل قول ذكره لسائر فقهاء الامصار حتى جاء الكتاب مستوعبا على شرط الايجاز والاختصار، وقد جمع في كل باب مجموعة كبيرة من الآثار من غير إسناد، محيلًا القارئ إلى كتابه «التمهيد لمعرفة لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» وقد أكثر من مناقشة الآراء والاستدلالات، ووجعل كتابه هذا على رواية يحيى بن يحيى الليثي لموطأ الإمام مالك.
هذا كتاب مختصر في الفقه المالكي، جمع فيه مصنفه المسائل التي هي أصول وأمهات لما يبنى عليها من الفروع والبينات في فوائد الأحكام ومعرفة الحلال والحرم؛ فهو كتاب جامع مهذب، وكافٍ مقرب، ومختصر مبوب، يكفي عن المؤلفات الطوال، ويقوم مقام الذاكرة عند عدم المدارسة، اعتمد فيه المصنف على علم أهل المدينة، سالكاً فيه مسلك مذهب الإمام مالك بن أنس، معتمدًا على ما صح من كتب المالكيين ومذهب المدنيين، مقتصرًا على الأصح علمًا والأوثق فعلًا، وهي: الموطأ والمدونة وكتاب ابن عبد الحكم والمبسوطة لإسماعيل القاضي والحاوي لأبي الفرج، ومختصر أبي مصعب، وموطأ ابن وهب.
هذا كتاب اختصر فيه مصنفه ذكر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وابتداء نبوته، وأول أمره في رسالته ومغازيه وسيرته فيها، فذكر مولده، وحاله في نشأته، وعيونا من أخباره في صدر كتابي في الصحابة، فأفرد هذا الكتاب لسائر خبره في مبعثه وأوقاته صلى الله عليه وسلم، وقد اختصر ذلك من كتاب موسى بْن عقبة، وكتاب ابن إسحاق رواية ابن هشام وغيره، وربما ذكر فيه خبرا ليس منهما، والنسق كله على ما رسمه ابن إسحاق، فذكر مَغَازِيَهُ وسيره على التقريب والاختصار، والاقتصار على العيون من ذلك دون الحشو والتخليط.